تعتبر الفرشاة إحدى أكثر المعدات حساسية عند الفنان. إذ أن أي خطأ في استعمالها, أو حتى توضيبها سوف يؤدي إلى عطبها. ولهذا فإنها بحاجة إلى عناية دائمة, بل إلى صيانة مستمرة. (فالعناية جزء من الصيانة, والعناية وحدها لن تعطي النتيجة المطلوبة). وتبدأ الصيانة من حين شرائها , إلى أن يقضي أمرها. ولكن لماذا هذه الصيانة والعناية؟ ولماذا للفرشاة أكثر من غيرها؟
عند الشراء, نشتري عددا من الفراشي مع بعض الألوان إضافة إلى أشياء أخرى. نلقيها (أو ندبها) في كيس نايلون, نحمله ونلوح به يمينا ويسارا. نصل إلى البيت, نرمي الكيس بما يحويه جانبا. نأتي بحقيبة الألوان ونضع ما اشتريناه فيها عشوائيا. بعد عدة أيام نفتح الحقيبة لنجد الفراشي وقد فقدت رونقها ومرونتها. (فنشتم البائع الغشاش!). نبدأ الرسم - نمزج - نلون - نستعمل الفرشاة - نمسحها بخرقة حتى تنظف - ونعيدها إلى الحقيبة. نأتي بعد مدة فإذا الفرشاة صارت حجرا. نشتري فراشي جديدة من محل آخر. و... (يتبين أنهم كلهم غشاشون أيضا!).
هذا خطأ فادح. فالبائع ليس غشاشا, ولا هو احتال علينا في البيع. بل نحن الجاهلون. إن كل الذي فعلناه كان إهمالا وجهلا. لقد قمنا بعملية افتراء على جيوبنا والفراشي والبائع. وسنبقى هكذا إلى أن نعرف كيف نتصرف مع هذه المعدات الحساسة, الناعمة, الرقيقة, الأنيقة.
منذ أن نشتري الفراشي, يجب علينا حفظها في علبة خاصة, وإبقاء الغطاء الواقي عليها, وأن لا نضعها مع غيرها من الأغراض. وعند توضيبها في البيت (أو المرسم) يجب وضعها في مكان محايد, أما في حقيبة الرسم, فيجب ربطها بجانب بعض مع أخذ الحيطة أن لا تصطدم بغيرها من الأغراض, مع إبقاء الشعيرات إلى الأعلى بشكل لا يلمسها شيء ولا تمس أي شيء آخر. وعند التلوين تختلف طرق الصيانة باختلاف المادة التلوينية
التلوين المائي: بمختلف أنواعه, والحبر أيضا, لا تحاول أن تترك الفرشاة في الماء, والشعيرات غاطسة حتى قعر الكوب (ولو لبضع لحظات). عند كل تبديل للريشة عليك غسلها جيدا, ثم وضعها جانبا على قماشة أو محرمة مبلولة. وبعد الإنتهاء من الإستعمال نظف الفراشي جيدا برغوة كثيفة من الصابون. ثم اغسلها جيدا بالماء الجاري. وبعد أن تتأكد من أن من أن كل أثر للون أو الصابون قد ذهب, ضع الفرشاة من جهة الشعيرات بين شفتيك, وبللها بقليل من الريق, (يجب أن تتأكد تكرارا قبل فعل ذلك من أن وجود أي أثر للألوان قد تلاشى عن الفرشاة, لأن بعض الألوان سم زعاف) لأن لعق الفرشاة يعيد الشعيرات إلى شكلها الأساسي, وكأنها جديدة, ومن ناحية ثانية فإن الريق يحمي الشعيرات في عدة نواحي.التلوين بالأكريليك: يجب إبقاء الفرشاة مبلولة بالماء طوال فترة الإستعمال (مع إحتياط عدم إبقائها في الكوب). لأن الألوان أن جفت على الفرشاة, وهي تجف بسرعة, فإنها لن تزول بعد ذلك بسهولة. ثم اغسلها بالماء والصابون جيدا بعد الإنتهاء.
التلوين الزيتي: أفضل طربقة للإعتناء بالفرشاة هي أن تنقع جيدا بالكاز (وليس بالتربنتين الذي يبقي بعض اللزوجة - ضبق - عليها), ثم نظفها جيدا بخرقة قماش ناشفة, وامرغها بعد ذلك برغوة كثيفة من الصابون, أو على الصابونة نفسها, واغسلها جيدا بوعاء فيه ماء وبوطاس. وأخيرا اغسلها جيدا بالماء الجاري إلى أن لا يبقى أي أثر للصابون أو البوطاس. لأن بقاء ذلك عليها سيؤثر على الشعيرات من ناحية, وعلى الألوان فيما بعد من ناحية أخرى, وحتى على سرعة نشاف الألوان. ومن المهم إزالة كل أثر للون من قاعدة الشعيرات في الفرشاة. لأن الألوان إن جفت هناك فستفقد الفرشاة مرونتها, وبالتالي حاجتنا إليها. إذ ما هي حاجتنا بفرشاة غير مرنة؟
هكذا نصون الفراشي بمختلف أنواعها, في حالات الإستعمال. أما إذا أردنا توضيبها لمدة من الزمن, فأفضل مكان لها هو جرار خاص بها, توضع فيه مع بضع حبات من النفتلين. لأن العت يحب الفراشي أكثر من الفنان.
في نهاية الحديث عن الفراشي يجب التنبيه على أن الفرشاة التي نستعملها للألوان المائية يجب أن تبقى للألوان المائية. والزيتية للزيتية. وكذلك الإكريليك, وغيرها. إذ لا يجب استعمال الفرشاة الواحدة لأكثر من نوعية واحدة من الألوان. حتى لو اضطررنا أن نحوي أكثر من فرشاة وفرشاة.
Comments (0)
Back to Santina Art Blog